عندما يترجل الفرسان
كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ
فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
تُوُفِّيَتِ الآمالُ بَعدَ مُحَمَّدٍ
وَأَصبَحَ في شُغلٍ عَنِ السَفَرِ السَفرُ
وَما كانَ إِلّا مالَ مَن قَلَّ مالُهُ
وَذُخراً لِمَن أَمسى وَلَيسَ لَهُ ذُخرُ
وَما كانَ يَدري مُجتَدي جودِ كَفِّهِ
إِذا ما اِستَهَلَّت أَنَّهُ خُلِقَ العُسرُ
أَلا في سَبيلِ اللَهِ مَن عُطِّلَت لَهُ
فِجاجُ سَبيلِ اللَهِ وَاِنثَغَرَ الثَغرُ
فَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍ
دَماً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِكرُ
فَتىً ماتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ ميتَةً
تَقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ
وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ
وَقَد كانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُ
إِلَيهِ الحِفاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُ
هو محمد الأمين الملقب” ميني “ولد محمد
(الداه) ولد احمد معلوم ولد عبدالله ولد محمد
منير ولد محمد الملقب بيلول ولد سالم ولد
امحمد ولد محمد ولد احمد ولد سالم ولد
احمد ولد الشريف سيدي الياس القلقمي الوداني
كان شيخا ( لأهل بيلول) و عمدة بلدية اغورط
من سنة1989م حتى وفاته 2007م رجل ذاع
صيته في كل مكان !!!
عندما نكتب عنه فاننا نكتب عن ظاهرة قل نظيرها !!
نكتب عن قلب اتسع للجميع وامتلك من
الأخلاق منظومة قيم متكاملة ،
يقف قلمي عاجزا عن سرد محاسن وافضال الرجل
عاش حياة حافلة بالعطاء والنضال في سبيل
الرفع من المستوى الثقافي والإجتماعي
والسياسي لمحيطه ولبلديته.اجتمعت عليه
قلوب العباد ، فخدم الناس كلهم ، كبيرهم
وصغيرهم ، لم يأنف يوما ان يكون خادما لكل
من يلقاه ، وقد تتطلب منه خدمة اصغر الناس
بذل وقت طويل وجهد جهيد !
كان رحمة الله عليه أبا للجميع وأخا وصديقا،
بكل مثالية وصدق ومحبة وأنفة وألفة
كان رحمه الله صاحب ابتسامة مشرقة
ابتسم لكل شيئ في الحياة بكل ما تحمله من
آلام ومصاعب وتحديات!
كان مقداما لا يعرف الخجل ، ما حضر مجلسا
إلا وكان على رأسه فاذا تكلم عن السياسة
اقنع، واذا خاطب العموم أجاد وافاد!
لقد كان مثلا في حسن الخلق و الاحترام ،في
الأدب وحفظ العهد،وفي الرفق بالضعيف
والاهتمام بمشاكل الناس…..
رحم الله نفسا غالية رحلت في يوم كئيب ،
كان ذالك مساء الجمعة ” ليلة السبت” بتاريخ
23 يونيو من سنة 2007 ، بعد وعكة صحية
ألمت به ، حمل علي اثرها الي انواكشوط الا ان
روحه الطاهرة صعدت الي بارئها في مدينة
كامور في حدود منتصف الليل ،
كان وقع الرحيل مدويا اذ تنادي المعزون من
كل حدب وصوب لتعيش بلدية اغورط
وممقاطعة كيفة فراغا كبيرا مازال يلقي بظلاله
عليها حتي الساعة …..
رحمه الله رحمة واسعة ، وتقبله في عليين ، وتنا لله وانا اليه راجعون ….