موسم الخريف

ما ان يبدأ تساقط الأمطار داخل البلاد حتى يشد ساكنة العاصمة نواكشوط وغيرها من المدن الكبيرة الرحال صوب المناطق التي اخضرت واعشوشبت بحثا عن أماكن النزهة والاستجمام والراحة، بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها.

ويسارع المواطنون مع كل موسم خريف جديد عند إغلاق المدارس إلى الخروج عن المدينة باتجاه بلدات عادة ما تكون موطنهم الأصلي الذي ألفوه وألفهم، فيما يبحث البعض عن أماكن أخرى تمتاز بجمال مناظرها وتنوع تضاريسها وهدوء جوها الساحر، بعد عدة أشهر من وعثاء المدينة وصخب حياتها المتقلبة.

تلك عادة درج عليها الموريتانيون وألفوها كابرا عن كابر منذ نشأة الدولة الحديثة، في لوحة تجمع بين التقليد والحديث، بين البداوة والمعاصرة، ليعيدوا للبادية الموريتانية ألقها الذي ما فتئت تحظى به في صورة ناصعة للموريتاني البدوي القح.