فوائد النسيان
النسيان رحمة من الله تعالى؛ فهو راحة ذهنية وتخفيف من الضغوطات الفكرية؛ فمن نسي خفت همومه، وقل شروده الذهني وقلت أمراضه واستعد لتجديد أفكاره، وغالباً ما يكون النسيان ردة فعل طبيعية تحافظ على سلامة الحياة الإنسانية، فمن الممكن أن يمر الإنسان بمواقف مؤلمة ومآسٍ، ولولا النسيان لما خفت عنه آلامه، ولو كان الإنسان غير قادر على النسيان فقد يصاب بالجنون ويُفضّل الموت على العيش وسط الآلام، يقول ابن القيم رحمه الله: «ومن أعجب النعم نعمة النسيان؛ فإنه لولا النسيان لما طاب شيء، ولا انقضت حسرة، ولا ذقنا طعم السعادة، ولا تعزّى عن مصيبة، ولا مات لنا حزن».ومع نمط الحياة التي نعيشها الآن وما فيها من ضغوط كثيرة، اختلف الأمر وظهرت آثار سلبية؛ فالتقنيات الحديثة التي أصبح الفرد يستخدمها بشكل دائم؛ أدت إلى إرهاق الدماغ، وضعف الذاكرة، فالحل الأمثل هو التوسط في استخدامها.وكذلك تغذية الفرد تلعب دوراً كبيراً في تقوية ذاكرته، معظم مرضى النسيان يعانون من سوء في التغذية الذي يؤدي إلى ضعف تغذية الدماغ، وكذلك الجانب النفسي كالقلق والتوتر والكبت والمشكلات المادية والاجتماعية أدت إلى عدم تركيز الفرد في سائر أموره وأبسطها، لما فيها من إيذاء لخلايا الدماغ.وبذلك، علمنا أن أسباب المشكلة محصورة في ثلاثة أمور: الإرهاق الذهني، والجهد الجسدي، والتعب النفسي، والإنسان الواعي يهتم بتلك الجوانب ويأخذ بنصائح المتخصصين، ومنها اتباع نظام غذائي متوازن، وتنظيم ساعات النوم؛ فالإنسان يحتاج إلى الراحة التي تعزز الذاكرة، بالإضافة إلى ممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة، حيث تساعد على تنشيط الدورة الدموية في الدماغ. وأن يخفف من أعماله، وينظم مسؤولياته حتى لا يرهق ذهنه، وأن يلجأ إلى ما يعينه على تثبيت المعلومة كالكتابة، والأهم منها: القراءة؛ فهي عملية تجعل العقل أكثر فعالية، حيث تتحسن الذاكرة ويزيد التركيز لدى الإنسان.