أفام لخذيرات – أرض الاجداد

ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ  *  فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحا لهم  *  فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ
وَمن كانَ في أوطانهِ حاميا لها  *  فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى  *  فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ

أفام لخذيرات – أرض الأجداد

* أفام لخذيرات:

مدينة لخذيرات أو قريتها سميها ما تشاء هي في النهاية أرض طيبة معطاءة ، تملكها مجتمع اهل بيلول  ،قبل أكثر من قرن الزمان ،وتحديدا سنة  1925 كما تثبت الوثائق الفرنسية علي اسم الزعيم الراحل : احمد معلوم ولد عبد الله ولد الداه ، ثم ورثها من بعده مجتمع أهل بيلول مجتمع الكرم والتسامح ، مجتمع يألف ويؤلف فتح أذرعه وقلوبه لإخوته الذين وفدوا إليه في أوقات عصيبة ، كانوا أحوج مايكونون الى أرض يستقرون عليها ، بل إن أغلبهم أعيته الحيلة في إيجاد موطئ قدم يبني فيه مستقبله ومستقبل أبنائه إبان نزوح عرفته مناطق أفلة الشماله – الموطن الاصلي – لأغلب تلك الجماعات فما الذي حصل بالضبط ؟

كانت بداية العمل في شق طريق الأمل قد جعلت من المناطق التي يمر منها قبلة لكل الناس ، وكانت شركة ” مندز البرازيلية ” هي من تشرف علي الطريق المذكور فقد تمركزت قرب المدينة بتديشنها قاعدة ضمت الى جانب الإشراف الميداني أعمالا خدمية مهمة إستفاد منها الكثير من الساكنة ” رغم بعض السطو الذي يحصل بين الفينة والأخرى على معدات الشركة من طرف بعض الساكنة ”
كانت وضعية المنطقة كسائر مناطق الريف معدومة العمران الحديث ، اهلها بدو رحل، لكنها كانت عامرة بالحيوية والنشاط اذ لاتخلو من السكان طيلة فصول السنة الاربع ، وبالطبع لم يمكث في تلك المنطقة غير ملاكها الحقيقيون ” مجتمع اهل بيلول ” ، فبالإضافة إلى المزارع والواحات توجد أعرشة آدوابة وهم الساكنة الأكثر إستقرارا وارتباطا بالأرض ، إلا أن باقي المجموعة إن غاب بسبب القحط – خصوصا أشهر الجفاف – فإنه سرعان مايعود بعد تساقط الأمطار ليستقر أربعة اشهر في ” دار لخريف” وستة اشهر اخري فترة يسميها ” دار الشتاء ” ،ظل الأمر على هذا الحال إلى أن بدات الساكنة تستقر في شكلها الجديد فكيف كان ذالك ؟

– كانت مجموعة أهل سيدي اعلي التي هاجرت من مواطنها الأصلية – والتي تتبع لولاية الحوض الغربي – قد طلبت من زعامة اهل بيلول حينها مساحتين احداهما للزراعة والاخرى للسكن،  وقد تمت تلبية ذالك الطلب وذالك لعاملي القرابة والتداخل بين المجموعتين ، فبدات المجموعة حفر بئر كان اول منبع للماء الصالح للشرب ستستفيد منه الساكنة لاحقا….

٢-  مجموعة اهل الطالب مخطار ثاني المجموعات والتي استطاعت بفضل العلاقة الجيدة بين المرحوم سيدي محمود ولد الداه والوجيه والمرحوم محمد المخطار ولد احمد بلي ” ولد الصالحين” ان تتلمس طريق الإستقرار عن طريق تلك العلاقة ، نذكر ان جماعة اهل الطالب مخطار كانت تود أن تستقر في منطقة محاذية لتامورت بوكاري ، الامر الذي رفضه الزعيم سيدي محمود ولد الداه رحمه الله وارضى الجماعة بالموقع الذي يتواجدون فيه حاليا.

٣- تزامن قدوم جماعتي إدوعلي ولهواشم مع توطد العلاقة بين المرحوم ميني ولد الداه الذي بدأ حينها في الظهور كرجل المرحلةوكلا من : سيدينا ولد عبد الله – احد اعيان مجموعة ادوعلي ، والمغفور له بإذن الله محمد محمود ولد الديه- الذي كان له الفضل في إقناع عشيرته بالتخلي عن حياة الترحال – مما ادي بقبول طلب المجموعتين ” ادوعلي ولهواشم ” الاستقرار ايضا وفي فترة متقاربة ….٤ – توالت بعد هذه المجموعات الاربعة الهجرات العائلية التي ادت الي وجود مكونات مختلفة متعايشة ومنسجمة تحت سلطة أهل بيلول الذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى في توحيد فسيفساء مجتمعية فريدة ، لم تكن موجودة الى وقت قريب في قرية غير قرية أفام لخذيرات  ، وكان للمرحوم ميني الدور الأبرز في تأهيل وتوطين الوافدين الجدد بتقديم خدمات جليلة لهم ، تمثل ذالك في امور من بينها الإشراف الشخصي على الاحصاء وتسهيل الحصول علي بطاقات التعريف وغير ذالك …..

٥- كانت آخر المجموعات قدوما إلى أرض أهل بيلول مجموعة أهل محم التي طلب لها وجيها محمد محمود ولد الغوث قطعة أرضية قبل سنوات من مشيخة أهل بيلول في عهدنا الحالي تحت قيادة الزعيم محمد عبد الله ولد الداه ، فكان له ما أراد  وتمكنت الأخيرة من الإلتحاق بركب التمدن ووضع حجر الاساس لحيهم الكائن جنوب القرية.

٢-خيرا : نهيب بكل المنصفين أن يضربوا على يد من تخول له نفسه تشويه وتزوير الحقائق التاريخية ، فلطالما مانشرت بين الفينة والأخرى بعض الأكاذيب على بعض وسائل التواصل الإجتماعي وسنكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الإفتراء والتطاول على أهله وجيرته ممن كان لهم الفضل بعد الله في وجوده معززا مكرما في أحضان تلك القرية الطيبة ، فالأولي ان يعترف لهم بالجميل وذالك مبلغ الجهد في الوفاء ، ومن بخل بذالك فليستتر بستر الله ..

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ  *  وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة  *  كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ  *  مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ  *  عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا……

الشيخ المهدي ولد السالم ولد المخطار ولد أعلي ….